التحليل السلوكى يساعد المتوحدين بطريقة فعالة للدمج فى المجتمع، والأبحاث تشير إلى أن 47% من الأطفال المصابين بالتوحد والذين خضعوا للتدريب على طريقة ABA لم يخرجوا من تصنيفات التوحد.
وتشير إلى أن الميزة من اتباع البرنامج هو إمكانية دمج أطفالنا فى مدرسة عادية للتواصل الاجتماعى والأكاديمى.
والتحليل السلوكى ليس فعالا فقط للتخلص من السلوكيات السيئة، بل هو الأسلوب الأفضل لمعالجة المشاكل والأضطرابات السلوكية وحتى العدوانية منها إذا وجدت، وذلك عن طريق تعليم المصابين باستخدام طرق بديلة ومقبولة اجتماعيا.
وفى برنامج التحليل السلوكى التطبيقى يتم تقسيم المهارات الصعبة والمعقدة إلى مهارات بسيطة يسهل على الأطفال تعلمها، حيث يتم إجراء تحليل بسيط لمهارات الطفل من أجل الوصول إلى تحديد المهارات اللازمة لتحسين أدائه وسلوكه، ويلى هذا التحليل التدخل المنظم لتدريب الطفل على الأداء باستقلالية، ويقوم الطفل بتكرار.
هذا السلوك مرة أخرى عندما يتم تعزيز الطفل على سلوك مرغوب قام به وينطفئ السلوك فى حالة عدم تعزيزه وفقا للنظرية السلوكية التى تنص على أن السلوك تدعمه نتائجه الفورية، كما ويتم استخدام العديد من الإستراتجيات التعليمية وهى التعزيز، التشكيل، التسلسل، النمذجة، الحث، فمثلا إذا كان الطفل لا يستطيع أن ينظر إلى محدثه فى عينيه فيجب أن نطلب منه ذلك بالقول عدة مرات مع تثبيت رأسه فى وضع يساعده على التواصل البصرى.
يمكن استعمال المعزز بحيث نضع المعزز (شيسى)بين حاجبى المدرب إلى أن تأتى عين الطفل فى عين المدرب، عليه أن يعطى له المعزز مباشرة حتى لو كان لمدة قصيرة جدا، ومتابعة ذلك السلوك عدة مرات بدون وضع المعزز على وجه المدرب، ثم يصبح ذلك التواصل البصرى جزء من السلوك الطبيعى للطفل.
أولًا: التعزيز
تعلم وتكرار السلوكيات المرغوبة التى تؤدى إلى الإثابة وتجنب السلوكيات غير المرغوبة التى تؤدى إلى العقاب، ويمكن تعريف التعزيز على أنه الوسيلة التى تؤدى إلى تعلم وتكرار سلوك يؤدى إلى إثابة، وتجنب سلوك يؤدى إلى عقاب، ويحدث السلوك غير المقبول نتيجة خلل أو قصور فى هذه العملية نتيجة تعزيز سلوك غير مرغوب، بما يزيد من احتمالية حدوث هذا السلوك مرة أخرى حيث أنه يجد ما يعززه فمن الخطأ تعزيز السلوك غير المقبول حيث ذلك قد يؤدى إلى الانطفاء.
العوامل المؤثرة فى فاعلية التعزيز
1- توقيت التعزيز: حيث يجب أن يكون فوريًا وليس مؤجلًا أى يجب تعزيز الطفل مباشرة بعد أداء السلوك.
2- مقدار التعزيز: المبدأ العام هنا هو تقليل مقدار التعزيز وعدم إعطائه بكثرة فى كل مرة حتى يظل هذا المعزز مرغوبًا للطفل كما يجب أن تتناسب كمية المعزز وطبيعة السلوك والجهد الذى قام به الطفل.
3- انتظار التعزيز: ويعنى تعزيز الطفل بعد كل استجابة أو عدد معين من الاستجابات أو عدد معين من الاستجابات أو بعد فترة زمنية محددة.
4- اختيار التعزيز المناسب: يجب معرفة المعززات التى يحبها الطفل وترتيبها وفقًا لدرجة تفضيله لها.
5- تنويع التعزيز: بحيث يكون لكل طفل أكثر من معزز وتشمل هذه المعززات "الألعاب والمواد والمأكولات والأنشطة".
6- يجب تقديم المعززات الاجتماعية مع المعززات المادية.
7- عدم إعطاء المعزز للطفل كرشوة كى يتوقف عن البكاء أو الصراخ.
8- عدم إعطاء الطفل المعزز إلا بعد إنجاز ما يطلب منه إلا إذا كان من الناحية التشجيعية لصعوبة المهمة.
9- إتاحة الفرصة للطفل لاختيار المعزز الذى يرغب فيه.
10- تقديم المعززات بصورة مفاجئة وغير متوقعة مما يجعل الطفل يظهر دافعية أكثر.
11- يجب تسمية السلوك الذى يتم تعزيزه خاصة فى التعليم المبكر، حيث يساعد ذلك على فهم الطفل للسلوك الجيد الذى أدى إلى تعزيزه.
ثانيًا: التشكيل
يعتبر تشكيل السلوك من أكثر الإستراتيجيات المستخدمة بصورة عامة، ويتضمن التشكيل تقديم التعزيز بصورة متدرجة عقب السلوكيات التى تقترب أكثر فأكثر من السلوكيات المرغوبة، وعند استخدام آلية التشكيل يجب تحديد السلوك إلى وحدات صغيرة، ويتم تعليم كل وحدة من هذه الوحدات بشكل منفصل وبعد إنجاز هذه الوحدات الصغيرة يتم مساعدة الطفل لجمع هذه الوحدات معًا لتكوين السلوك المستهدف.
ثالثًا: التسلسل
تسلسل السلوك عبارة عن أسلوب يتضمن ربط سلسلة من أنماط السلوك البسيط لربطها ببعضها البعض لتكوين سلوك معقد، وتزداد فاعلية هذا الأسلوب عندما يكون الطفل قد اكتسب بالفعل عدد من أنماط السلوك بيد أنه افتقر إلى ممارسة السلوك المعقد الأكثر أهمية، ويشار إلى أنماط السلوك البسيط فى السلسلة بتحليل المهمة حيث يتم ترتيب السلوكيات بتحليل المهمة، حيث يتم ترتيب السلوكيات المطلوبة لأداء المهمة، وعادة ما يستخدم التسلسل فى تعليم مهارات رعاية الذات، إضافة إلى إمكانية استخدامها فى أى مهارة لها خطوات يتم أداؤها وفقا لترتيب محدد.
رابعًا: النمذجة
إن التعلم بالنموذج هو إحدى الفنيات السلوكية التى قد يقترن استخدامها بفنيات أخرى مثل التشكيل والتسلسل والحث، حيث يتم تقديم نموذج للطفل عن كيفية أداء المهمة، وقد يكون هذا النموذج المعلم أو أحد الزملاء أم شريط فيديو أى أن التعلم بالنموذج يتضمن الإجراء العلمى للسلوك أمام الطفل بهدف مساعدته على محاكاة هذا السلوك.
خامسًا: الحث أو التلقين
يحتاج بعض الأطفال إلى الحث لأداء بعض المهارات أو السلوكيات المطلوبة، ويعد الحث من الفنيات التعليمية التى تساعد الطفل على أداء الاستجابة الصحيحة بما يقلل من خطأ الطفل ويدعم إحساس الطفل بالنجاح، كما يلعب الحث دورًا مهمًا فى توضيح الاستجابة المتوقعة من الطفل والمخاطرة الوحيدة فى استخدام الحث، هى أن الطفل قد يصبح معتمدًا عليه لإعطاء الاستجابة الصحيحة إلا أنه يمكن بعد ذلك تشجيع الطفل على العمل باستقلالية عن طريق استخدام الاستبعاد التدريجى.
الاستبعاد التدريجى للحث:
هناك بعض الأطفال يعتمدون على الحث لإنجاز ما يطلب منهم للحصول على المعزز، ويساعد الاستبعاد التدريجى للحث الطفل على الوصول إلى الأداء الاستقلالى بأقل قدر من المساعدة، فمثلًا إذا كان لدى الطفل أحد الأهداف وهو أن يتبع أربعة أوامر بسيطة عندما توجه إليه من أحد الكبار (80) على الأقل من الوقت لثلاث مرات متتالية وهذه الأوامر هى (قف، اجلس، اقفز) ولتحقيق هذا الهدف يجب تدريب الطفل على كل أمر على حدا.
التحليل السلوكى ليس فقط فعالا عن طريق التدخل المبكر، بل إنه يساعد كل المصابين به مهما اختلفت أعمارهم، وسوف يظهر التحسن والتقدم بشكل سريع إذا طبق بشكل سليم، ونجاحه يستوجب من الجميع من أهل الاختصاص والمحللين السلوكيين والأهل على العمل سويا لوضع برنامجا ناجحا للمصابين بالتوحد.
الكاتب: دعاء حسام الدين
المصدر: موقع اليوم السابع